أبريل 17, 2021

تحويل هوس ألعاب الفيديو إلى تأمل خلاق

أبريل 17, 2021

يخبرني الكثير من المعارف والأصدقاء أن أبناءهم الصغار والكبار لديهم هوس في لعب الفيديو.. منهم من تعلو صرخاته، ومنهم من يمدح ابنه ويراه مبدعاً في حل عقد تلك الألعاب.. ومنهم من يتمنى أن يتحول هوس ابنه الخلاق إلى أن يكون صانعاً لها ليرضي غروره وذكاءه.. فهو يريد أن يكون من صناع الألعاب الإلكترونية ليصبح في صفوف الصنّاع رواد صناع التكنولوجيا.. لمَ لا؟!
دعونا نتوقف قليلاً عند تلك الصرخات الخائفة، فلمجرد أن أبناءنا لديهم هوس في لعب الفيديو هذا مؤشر خطر يراه الكثيرون.. لأنه في طريق الإدمان.. وهذا الإدمان يؤدي إلى الهوس.. عندها يصبحون غير قادرين على التوقف عن اللعب.. ووضع اللعب كأولوية قصوى أكثر من الأولويات الأخرى.. وستظهر من كثرة الحماس أثناء مواصلة اللعب مؤشرات سلبية عليهم.. سواء كانت صحية أو نفسية أو اجتماعية.. هذه الصرخات الخائفة.. اليائسة.. تلك النظرة للجزء الفارغ..

ولكن لماذا هذا الخوف؟.. فلننظر إلى الأسباب التي تعتبر الهاتف الذكي ادماناً هو الآخر.. ولكن لو قمنا بتوجيه قدرات أبنائنا في المجال نفسه ليكونوا صنّاع تكنولوجيا خلاقين لاختلفت الرؤية.. وذهب الخوف ليكون أماناً.. إذاً.. دعونا ننظر إلى الجزء الممتلئ..

نظرة إلى الواقع.. لمَ لا تتم إضافة مادة أو تخصص جامعي «صناع فيديو أو الألعاب الإلكترونية».. ليصبح أبناؤنا صناع الألعاب والمحتوى التعليمي في الفيديو Games؟.. فمجتمعنا العربي مجتمع فقير في هذا المجال.. وجامعاتنا خالية من هذا التخصص.. فلو كان هناك تخصص أو مواد تدريس في هذا المجال لحولنا الهوس إلى دافع من أجل أن يتخصص أبناؤنا به ويصبحوا من صناع الألعاب الإلكترونية..

حماس أبنائنا في اللعب قاتل لخلو الهدف.. والسعي للإنجاز.. فأين الدافع الذي يجعلهم يصنعون بدل أن يكونوا مهووسين؟.. دعونا نرتق إلى فكر الصنّاع في عهد الصناعة التكنولوجية.. ليكن نشاطاً لأبنائنا في المدرسة أو تخصصاً في الجامعة.. ليكن الهدف القادم الارتقاء بالعملية التعليمية بوضع أنشطة في المدارس تدربهم على صنع محتوى أو ألعاب إلكترونية.. ويشاركون في مسابقات إبداعية خلاقة محلياً ودولياً.. ونجعل من شبابنا في الجامعات يبدعون ويصنعون من أجل مستقبل أجمل.. يصبحون صنّاعاً لا مهووسين..

هي رسالة للقائمين على التربية والتعليم.. وللإعلام.. والمسؤولين القائمين على الفعاليات والأنشطة والمؤتمرات للبدء في تفعيل فكرة «صنّاع لعب الفيديو أو الألعاب الإلكترونية».. وتحقيق حلم كل شاب عربي بأن يدرس مادة أو تخصصاً في الجامعة أو أنشطة مدرسية تدرّب الطلبة على عمل ما يحبونه.. فيصبح لعب الفيديو للتعلُّم والتأمُّل أكثر منه للعب لتعبئة الفراغ فنرميهم في أحضان الهوس..

Scroll to Top