أينما جلست ضمن قواعد السلامة المعتادة أجد من يتحدث عن مواقف التربية والتعليم عن التعليم الإلكتروني وفشل التعلم عن بعد، ولن يحقق النتائج المرجوة، نجد من يتألم لمثل هذه المواقف ويشعر بالإحباط لمستقبل التعليم في بلادنا، وينظرون إلى التحديات التي فرضتها علينا أزمة «كورونا» بأنها، إلى أين هؤلاء ذاهبون في التعليم؟، لماذا هذه المواقف السلبية في ضوء أزمة عالمية؟، أين نحن من التعليم عن بعد الذي أصبح نظاماً تعليمياً تقليدياً في أنحاء العالم، وما زالوا يقاومونه، نحن في أزمة عقول غير مبررة ترفض ثقافة التعليم الإلكتروني.
نعلم جميعاً أننا مررنا وما زلنا ضمن تحديات «كورونا»، وشل تماماً التعليم في بلادنا منذ بداية الأزمة العالمية، ورفعنا أصواتنا وما زلنا: على تفعيل التعليم الإلكتروني عن بعد، فهو الحل الأمثل في مثل هذه الأزمات، وهي كما هي طوال زمن تأسيسها فقد أصبح التعليم الإلكتروني تقليدياً، ودول كثيرة قامت بتوظيفه ضمن إطار معين وقامت بتأسيس بنى تحتية له في أنظمتها التعليمية، وتدرب طلبتها على استخدامه واعتادوا عليه، وعند حدوث الأزمة العالمية لم تقع في أزمة التعليم، وتفاعلت مع الأزمة، والتعليم لم يتوقف ولكنه تحول من النظام التقليدي والحضور إلى المؤسسات التعليمية ولو جزئياً إلى التعلم عن بعد.
لم تشعر هذه الدول بأي تغيير جذري؛ لأنها مهيأة لمثل هذا التعليم، وتعمل ضمن بوتقة متكاملة لا تحتاج إلى إعداد أو تطوير، أما نحن، فلم نسر مع الركب من الأساس ووقعنا في الأزمة، لم نعد العدة لمثل هذا الوباء كأزمة قد تعطل عملية تعليمية تعلمية، بل تشلها، كما تجربتنا المريرة في بداية الأزمة.
نعم، بدأنا لكن لم نكن مجهزين ببنى تحتية تعمل بسرعة، لم نوظف التعليم الإلكتروني في مؤسساتنا التعليمية كما غيرنا، طلابنا بعيدون عن الممارسة والمران الذي كان لا بد أن يكونوا متدربين عليه، دخلوا وأولياء أمورهم بعالم تعليمي تقني لم يعتادوا عليه، والجميع يعمل من أجل استمرار التعليم والتعلم، ولا داعي لاتخاذ مواقف سلبية من التربية والتعليم بأن التعلم عن بعد فاشل، هذا نظام تعليمي جديد يحتاج إلى وقت لضبطه وتوظيفه ضمن معايير وأسس وتدريب وممارسة وهذا يحتاج إلى وقت ليكتمل النصاب.
سنستمر بالتعلم عن بعد، حتى بعد الوباء، وهذا ليس مطلباً من الجميع بل إلزام حتى لا نقع بأزمة تعليم أخرى، وعلينا الاعتراف بثقافة التعليم الإلكتروني كمنظومة متكاملة في التعليم وليست جزءا منه، دعونا نسر مع الركب ونتعامل مع التعليم عن بعد كمنظومة إلزامية لإدارة الأزمات التعليمية.