نوفمبر 28, 2019

مستنقع «السوشيال ميديا» وإدمان عمليات التجميل

نوفمبر 28, 2019

عالم السوشيال ميديا يُدخل الفرد منا في متاهات يصعب الخروج منها.. وقد يدمنها البعض، فيصعب الفرار منها.. وقد سمعت الكثير عن الغارقات في مستنقع السوشيال ميديا ومواقع التجميل.. وذلك الهوس الذي لا ينتهي.. إنما نهايته الحتمية في غرف عمليات التجميل التي تكلف الكثير.. وقد يدفعن ثمنها غالياً نتيجة لفشل عمليات التجميل التي تبدأ من ثم عمليات ترميم وتصحيح.. وللأسف تكون في كثير من الأحيان فاشلة أيضاً.

«النتائج مذهلة.. ستصبحين كالفنانة فلانة.. والفاشنيستا الفلانية.. وتلك التي تبدو أصغر من عمرها بعشرين عاماً».. وغيرها من الإعلانات التي تروج لها مواقع السوشيال ميديا.. وتتهافت عليها الكثير من النساء بمبرر ومن دون مبرر.

دعونا نقف بجانب الحقيقة وليس الوهم.. لو نظرنا إلى عمليات التجميل، فلن نستطيع أن نقول إنه لا فائدة منها على الإطلاق.. بل هي، حقيقة، بحاجة إليها الكثيرون.. منهم: النساء اللاتي بدأت تظهرعليهن علامات الكبر ويردن أن يصلحن ما أفسده الدهر.. لأسباب عديدة خاصة بحياتهن الزوجية.. واللواتي تعرضن إلى حوادث أو تشوهات يسعين إلى إعادة ما ذهب.. وإلى اللواتي تعرضن لحروق أو لمرض أضاع الكثير من ملامحهن وجمالهن.. وغيرها من الأسباب التي تحتاج بالفعل إلى عمليات تجميل.

أما الفتيات اللواتي يدمن الجلوس على المواقع يتصفحن جمال النساء، ومنهم الرجال أيضاً الذين يسعون الى تخبئة بعض التفاصيل التي تظهر عليهم.. ويقومون بالنظر إلى المرآة يتصفحون خطوط وجوههم في كل ساعة.. وينظرون إلى أدق تفاصيل الوجه حتى أصبح أكبر همهم.. ويحدث لديهم حالة نفسية لا تصدق.. وتقليد الآخرين.. فهذا هو الإدمان للأسف بحد ذاته.

لم يعد هناك تقدير للذات.. والاستقلال بالشخصية والجمال الذي وهبه الله لهم.. لا يوجد لديهم إيمان أو قناعة أو تميز باختلافهم عن الآخرين.. في الحقيقة أن كل من قامت بعملية تجميل تشبه غيرها ممن سبقنها.. فنكاد نقول إن الجميع نسخ مكررة.. حتى تصبح مسخاً!

في الواقع، أكثر ما يحزننا أن عمليات التجميل أصبحت «ستايل» إن لم تسع المرأة لعملها يطلق عليها متخلفة.. غير معاصرة.. لمجرد أنها تقدر ذاتها وجمالها.. وقانعة بما هي فيه.. قضية مجتمعية معاصرة لا بد من تسليط الضوء عليها.. وليس كل ما يقال عن عمليات التجميل صحيحاً.. والسوشيال ميديا مواقع عرض للصالح والطالح.. والصحيح والكاذب.. لا بد من توعية فتياتنا ونسائنا وشبابنا أيضاً بهذه الآفة.. حتى لا يدخلوا مستنقع إدمان عمليات التجميل.. وما يقوله بعض أطباء التجميل لا يصب في النهاية إلا في مصلحتهم فقط لا غير.

Scroll to Top