يوليو 30, 2019

ارحمونا يا فطاحلة السوشيال ميديا..!

يوليو 30, 2019

كنت في عزاء أحد الأقارب، فوجدت أحد الأشخاص بعكازه وقد أصابته جلطة حسب كلامه قبل فترة. والكثيرون من المعارف يتحدثون تارة، ويتصفحون تارة أخرى هواتفهم، ويذكرون مواقع وأسماء كثيرة، حسبتهم أطباء أو مختصين في التغذية وراقين أو غيرهم.. وأحسست للحظة أنني أجالس فطاحلة.. وأقسم أن رواد وأصحاب المواقع في السوشيال ميديا لا مثيل لهم.. أنظر إلى صاحب العكاز يتلقى المشاركات لتلك المواقع.. فهل هذا يعقل؟!

أراقب ما يحصل.. من هؤلاء الذين يصفون لكم الوصفات الطبية والعشبية والغذائية؟! هل هم فعلاً جميعهم مختصون؟!.. وهذا المسكين الذي لا يكاد يتلقى المشاركات والعلاجات، والوصفات، والمكملات الغذائية، والنصائح التي انكبت عليه، وكأن الجميع يعلم بكل شيء، بل علماء.! ماذا يصنع هؤلاء؟

كم من حالات كثيرة سمعنا عنها تضررت من تلك الوصفات والنصائح الطبية والغذائية، هذا غير حالات النصب من المدعين بأنهم معالجون روحانيون.. الكثير الكثير.. ولا تكاد أسرة لا تعاني من حالة متضررة. لم يعد الناس يفرقون بين الطبيب الحقيقي والطبيب المدّعي، وخبراء الأعشاب، ومختصي التغذية.. نكاد لا نفرق بين الحقيقي من الكاذب! والبعض على جهلهم يتأملون فيهم الشفاء أو الجمال أو الأفضل بكل حال.. استيقظوا أعزائي فليس هؤلاء يملكون ترياق الشفاء.

الواجب وحق الغير على الجميع أن يتأكدوا من رواد المواقع والسوشيال ميديا.. فليس كل من قال إني عالم فهو كذلك! تعبنا من الكاذبين والمتسلقين على المهن.

وليس كل من ينقل معلومة فهو صادق، هو مغرر به كالسامع.. وليس بيده دليل على صحة المعلومات.. والمصيبة الأكبر هؤلاء الذين يسمون أنفسهم المعالجين الروحانيين! هل كل من ربى اللحية وردد بعض النصوص الدينية أصبح فعلاً معالجاً أو مفسراً أو مفتياً بمسألة؟.

وحتى الذين يخرجون بوصفات غذائية صحية، هل هم فعلاً مختصون بالتغذية، أم هم طهاة يريدون الوصول لأعلى مشاهدات ومشاركات؟ دعونا نتأكد من الناقل والمنقول.. ومما نشاهده على السوشيال ميديا.

نحن بعصر التطور لكي نرتقي وليس لندنو من الجهل والتخلف! لا توقعوا أنفسكم بالتهلكة لمجرد أن الذي أمامكم على السوشيال ميديا مقنع ويستطيع التأثير عليكم بأسلوبه، وقادر على نقل فكره الذي قد يكون ضالاً، أو مدلساً لمعلومة لغايات بنفسه، ولتحقيق مصالحه.

نعم، عجت السوشيال ميديا والمواقع بالفطاحلة حتى كدنا ألا نعتقد فيُعتقد فينا، أي نشاهد فنعتقد أننا تعلمنا من دون التأكد فننقل للآخرين ونشارك بالضرر.. فنصبح بئس الناقل والمنقول.

Scroll to Top