تتفعّل في وقتنا الراهن في ظل أزمة وباء الكورونا (COVID-19) مراكز ومختبرات البحوث للتصدي لهذا الوباء القاتل.. وتعمل الدول المتقدمة للبحث عن حل لهذا الوباء.. على قدم وساق.. ونسمع عن بعض الجهود العربية التي تسعى لإيجاد الحلول الطبية.. ولكن لم نر إنجازات لأن غالبية الدول لا تجتهد في إبراز نتائج البحوث!
من المعلوم أن معظم دول العالم تهتم بالبحث العلمي، وتخصص له قسطاً من موازناتها السنوية، وتغدق على الباحثين في شتى الجامعات ومراكز البحث دعماً لجهودهم، فضلاً عن الدعم المعنوي المقدم للباحثين، حيث أدركت أن وجودها واستمرارها وتطورها وقوتها مرهونة بما تنجزه في مجال البحث العلمي، وأدركت أن الاستثمار في البحث العلمي هو من أكثر أنواع الاستثمار ريعية ونفعية، فالبحث العلمي من أهم الأدوات لتحقيق التنمية المستدامة في عالمنا المعاصر، فهو محاولة علمية منظمة توظف لتقصي مشكلات المجتمع، وتوصيفها، واقتراح الحلول لها، وقد أصبح مطلباً رئيساً ومهماً يؤثر تأثيراً قوياً في تطوير المجتمعات الإنسانية المعاصرة على اختلاف موقعها في سلم التقدم الحضاري..
ونرى أن البحث العلمي برز في الجامعات بشكل أكبر من أي مكان آخر.. ولو تمعنا جيداً فإن هذه البحوث لأخذ الرتب العلمية ولا يؤخذ بنتائجها وتوصياتها التي يكد الباحث من أجل نهضة فعليه بالتعليم وبمختلف التخصصات ولا يؤخذ له بال.
نريد بحثا علميا نشهد بإنجازاته في المجال الطبي والأمراض الوبائية والسموم وغيرها من التي تشكل خطرا على المجتمعات.. فوباء الكورونا يطحن في العالم بشكل كبير.. وتحاول الدول المتقدمة إيجاد المصل الذي ينقذهم من هذا الوباء.. نسمع في بعض الدول العربية التي تعزز البحث العلمي، ولكن لا نعلم أين تلك الإنجازات.. لدينا عقول وعلم ولكنها تفتقر الى الرعاية والتنسيق، وغالبا لا يتم تعزيزها ودعمها مادياً ومعنوياً.
فالبحوث العلمية والابتكار والاختراعات والعقول الخلاقة وغيرها أطر نظرية لم تخرج للميدان.. ولم تهيأ لها بيئة علمية من أجل الإنجاز والتطوير والعمل الجاد في مجال البحث العلمي.. نسمع عن الريادة على مستوى الدولة والعالم وعن البحث العلمي ومراكز البحوث، لكنها تبقى حروفا تفقد الروح.. «كورونا» يكتسح البشرية.. والبحث العلمي لدى معظم دولنا متجمد في مكانه.. فماذا نريد أكثر من وباء قاتل من أجل أن نتحرك في اتجاه البحث العلمي وتفعيل دور العقول المغيّبة؟!
البحث العلمي شأن الدولة.. ولابد من تحفيز الباحثين من أجل الابتكار والإبداع.. وكلنا ثقة أن هناك عقولا عالمة ولكن تحتاج إلى الفرصة.. والدولة تستطيع أن تفعّل دورهم، خاصة في ظل الأزمة الكورونية التي تجتاحنا.. أترك لكم مناقشة موضوع غاية في الأهمية لنعمل من أجل بحث علمي بعقول مدركة، ولكنها تحتاج أن تظهر إلى النور.