مارس 20, 2021

أخطاء الماضي مازالت في زمن التعليم الإلكتروني

مارس 20, 2021

نجتمع متباعدين في مجالس عديدة.. وأسمع العجب.. منهم من يتحدث عن مستوى أبنائه بعد تفعيل مدرس خصوصي لهم سواء في المنزل أو أونلاين.. ومنهم من يبحث لأبنائه عن مدرس لأنه لا يفهم كيف يستخدم المنصة والتعلّم عن بعد.. ويا لهول ما أسمع..
عفواً.. نحن في زمن التعليم الإلكتروني وعن بعد.. ما الحاجة إلى مدرس خصوصي؟! ألا يكفي المعلم الذي يحضر إلى المدرسة ويعرض نفسه للعدوى من أجل تدريس أبنائكم أونلاين! فإذا كان هناك مدرس خصوصي أونلاين، ومنهم من يحضر إلى المنزل.. فلماذا المعلم والمدرسة؟!

أخطاء الماضي مازالت.. رغم التطور التعليمي فإنه مازال المدرس الخصوصي حاضراً بل أكثر من الماضي.. نحتاج إلى «هكر» يدخل على المنظومة التعليمية المنزلية ويصلحها بشكل جذري..

يكفي استخفافاً بالعملية التعليمية الإلكترونية.. لابد أن نغرس فكر التعليم الإلكتروني في عقول أولياء الأمور قبل أبنائهم.. فهم العامل المؤثر الذي قد يؤثر في فكر أبنائهم.. ويزرعون في عقولهم أن التعليم الإلكتروني وعن بُعد مسار حياة لابد أن يعتادوا عليه.. وأن يتحدّوا أنفسهم.. ويدخلوا المجتمع الرقمي.. ليكونوا عناصر فعالة.

ولابد أن نقول إن «التربية والتعليم» مسؤولة عن محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية المنزلية والأونلاين.. وأن تكون هناك مراقبة إلكترونية، وتحميل أولياء الأمور المسؤولية.. كما أن المسؤولية الأولى تقع على وزارة التربية والتعليم.. والعمل على توعية وتطوير الفكر المجتمعي.. فالقناعة كنز.. وإن لم يقتنع مجتمعنا في توظيف التعليم الإلكتروني وعن بُعد بأنه تعليم فعّال ومؤثّر في العملية التعليمية التعلمية.. والأفضل لأبنائنا في عصر التكنولوجيا ومستحدثاتها التعليمية.. فلن نحقق الأهداف المرجوة من هذا التعليم..

دعونا نقف وقفة تأمل للوضع الحاصل.. الدروس الخصوصية لا تسمن من جوع.. وما هي إلا عنصر استهلاكي لميزانية بيوتنا.. وعبء كبير على أولياء الأمور.. خاصة إذا كان هناك عدد من الأبناء والجميع يحتاج إلى مدرسين.. وللدروس الخصوصية سلبيات كثيرة غير المادية.. قد تصل إلى فكر أبنائنا.. أو سلوكيات قد تضر بأبنائنا.. وأفعال خطيرة قد تقع على أبنائنا ونحن في غفلة عنها.. وهنا تقع الكارثة على الأسرة.

علينا أن نشجع أولياء الأمور بالاعتماد على أنفسهم في مراقبة أبنائهم أثناء الدروس على الأونلاين.. وتشجيعهم بشتى السبل على أن التعليم الحديث أفضل ليستمروا من دون تذمر أو تنمر.. وأن نبعدهم عن الآراء السلبية الخاصة بالتعليم الإلكتروني وعن بعد.. فهو الخيار الأمثل والوحيد في هذه الظروف العالمية.. وما بعد الكورونا نحن نعمل بالطريق الصحيح.. ولننبذ عادات الدروس الخصوصية.. ونحفز بعضنا البعض للاستمرار في هذا التعليم الإلكتروني المميز.. وهنا يقع جزء من المسؤولية على وسائل الإعلام.. ولابد أن تكون حاضرة باستمرار لمحاربة هذه الظاهرة البغيضة.

Scroll to Top